الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

بقلم/ فائزة وشتاتي/ هايكو الطفل

 هايكو  الطفل

1/

عش الغرام~
أولى الثمرات
فارس و أميرتان.
*********
2/
للكاميرا ~
كمشاهير النجوم
تقف صبية.
*********
3/
برج مراقبة~
بمنتهى اليقظة
قطيط الصبي يرصد الأجواء
********
4/
صبية ~
للفراخ مع الفتات
تنثر الأمان
*********
5/
شاطئ البحر ~
على خبطة قدم الصبية
يهتزّ نورس
********
6/
كل ما في الأمر
أني ،مع شقاوتي
أحبّك
***********
7/
ليتني أطير
أحط على تلك النجمة
هناك تسكن أمي.
************
8/
سأقول للعصفور
على شرفتي حبات زؤان
هناك ناتقي.
*************
9/
ملاك ~
عن حمرة وجنتيه
ماذا يقول ورد الجوري ؟
***************
10/
جرس المدرسة
مع الرنين
يختلج قلب الصغير
************
11/
قيلولة
على أطراف الأصابع
يتسلل عفاريت
********
12/
ابتسمي الآن
لا طعم للكرز
إلا على شفتيك .
************
13/
على الشاطئ
بين كرّ و فرّ
صغيرة و الموج

مع الرذاذ
تتعالى قهقهات
***********
14/
بطائرة ورقية
يربك الدرس
طفل شقي
***********
15/
ماما ~
أريد فراولة على شفتيّ
مثلك
************
16/
بقلب أمّ
أنتِ
أيتها الأخت الكبرى!
************
17/
بلا أجنحة
بين الطيور
ترفرف صغيرة

مع كل خفقة
تتناغم السقسقات.
**********(
18/
ماذا لو
تلتفتين قليلا
إلى هنا
أراكِ
حتى يحين اللقاء!
**************
19/
طفولة بائسة ~
في قطعة بسكويت
تختزل السعادة.
**********
20/
بخربشة الحفيدة ~
تعبر القارات
بطاقة بريدية


الاثنين، 29 نوفمبر 2021

بقلم/إيثار محسن


 فوق الجسر الإيطالي...    -قصة قصيرة-


بعد إنقضاء نهارٍ روتيني مُضنٍ، تبدأ رحلتي شبه اليومية عند المغيب لصعود الجسر الإيطالي الواقع ضمن حدود منطقتي السكنية على ضفاف شط العرب ، رحلة الصعود بلا شك ممتعة،  فأطلالته العالية التي تصل لخمسة وثلاثون مترا، تتيح لي الرؤيا الأخاذة للشط العريق بلونه الأخضر الفستقي. أما المدينة فانها تبدو كجوهرة نفيسة متلألئة. مشهد الغروب ساحر في فصل الشتاء، فالسُحب الركامية البيضاء تأخذ لونا قرمزيا قاتما، التدرجات اللونية للسماء تبدو أكثر صفاء من أي وقت آخر، قرص الشمس البرتقالي المنحدر نحو الافق، يعلمنا بأن نهارًا آخر على وشك أن يودعنا ولن يعود ثانية . 

أثناء صعودي للجسر في الثلث الأول من المسافة، تتسارع نبضات قلبي، ويضيق تنفسي، نتيجة للجهد المبذول في الصعود.. لا يزعجني هذا الشعور، بل عل العكس ، ينتابني إحساس كأنني على جناح غيمة والأرض كلها تحت نظري بينما أنفاسي تؤكد لي بأنني ما زالت على قيد الحياة ..

  أستمر بصعودي لأقرأ كتاباتٍ  على الجدران الكونكريتية  بصباغ أسود شوه طلاءه الأبيض، صبوا بفعلتهم تلك سواد أيامهم على صفحة بيضاء من هذا العالم، لم يكن أمامهم إلا أن يفرغوا شحنة الطاقة تلك بعبارة «أحبك نونة»...«نونة +فاضل= رسمة قلب مغروساً  بسهم العشق» أو أنا وأنت للأبد وثالث كتب ..هنا التقينا ..

أكمل صعودي لأعلى جسر الفلتة .. آه..!!! ماذا قلت؟ جسر الفلتة ههههه... 

نسيت أن أذكر أن جسري هذا له ثلاثة أسماء إسم الفلتة هو إسمه الحركي .. إكتسبه منذ اليوم الأول أثناء حفل إفتتاحه من قبل محافظ البصرة السابق، حيث قدم خطابه الموجه للأهالي  تبعه إعلان بالإستقالة من منصبه  واعدا الناس أمام الله بأن يكون مواطن خادم لمدينته،  انتهى الخطاب بالتحية والسلام قابله تصفيق حار من أبناء البصرة ، بعدها مباشرة توجه لعبور الجسر إلى الضفة الأخرى من شط العرب نحو جهة الشرق، ليَفُلت بنفسه من كل وعودٍ قطعها أمام الله وأمام الشعب البصري، رحل بلا عودة. 

 وأنا اقرأ اللافتة التي كتب عليها جسر الشهيد محمد باقر الصدر، أثار هذا الإسم تساؤلا في نفسي، لماذا تسمى الصروح والشوارع والساحات في بلدي بأسماء الشهداء؟.. 

لكن الناس أختارت الجسر الإيطالي إسما أخيرا له لعلها بذلك تريد أن تهرب من كل ما يذكرها بالموت ..

وصلت للمنتصف .. هنالك دورية للشرطة تقف  على يمين الجسر ، توقفت  لأخذ قسط من الراحة أحدق في النهر وأمواجه  المتجه نحوي ونسائمه التي أنعشتني  بينما  الزوارق الصغيرة تتأرجح على صفحته غير عابئة بأي شيء  ، لكن ثمة صوت قطع علي صفاء تلك اللحظات وسرق مني فرصة التأمل التي كنت أمني نفسي بها .. أنه أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة الجسر .. تقدم نحوي بحذر، وقال مبتسما بإستحياء: 

- عذرا هل من خطب؟

 إستغربت سؤاله؟ فقلت متساءلة بعد أن لفت نظري بوسامته وأناقته: 

- هل إرتكبتُ خطأ ما؟ 

رد قائلا: 

- هو إجراء احترازي خوفا من محاولة إنتحار... إن وقوفك عل الجسر متأملة مدعاة للشكوك

قلت له: 

- لو كان الواقف مكاني رجلا، هل كنت ستسأله؟ 

ظل يحدق فيّ متفاجئا من سؤالي فقال بصوت تغيرت نبراته:

- الموضوع ليس له علاقة بكونك امرأة .. 

قلت:

- بماذا إذن ؟

- شهد الجسر حالات انتحار عديدة في الأسابيع الماضية ..

- اطمئن... لن أنتحر ..

أنسحب الشرطي من أمامي وهو يشعر بالرضا، أكملت بعض خطوات، ثم عدت أدراجي مرورا به، قلت له:

 - شكرا لأنك أحلت بيني وبين قرار الإنتحار..

. فتح عيناه، فاغرا فاه، قائلا: 

- وهل كنت ستفعلينها؟ 

غمزت له..  إن نعم. 

فأطلق قهقهة في الهواء، وهبتها له بالمجان بينما نظراته تسألني .. هل تأتين غدا؟؟... 

ما أسرع الغد .. لقد أتى ليسرق يومًا آخر من حياتنا  ... عدتُ إلى الجسر وكأنني أعود لشيء يجعلني أشعر بالسعادة .. أجمل ما في رحلتي هو استمتاعي بالصمت المطبق ..  طالما أذهب وحيدة دون رفيق يؤنسي .. لكن هل حقا أنا صامتة؟

ضجيج هائل من الأفكار يتزاحم في رأسي  ..  كل فكرة تنافس أختها حتى تحظى بالإهتمام أكثر من غيرها .. كم المشاعر لا حدود له ..  شعور بالمحبة يغمرني تجاه مدينتي بأسرها .. كم اعشقها  ..  عذبة في كل شيء.. في أرضها وسمائها .. صوت طائر السنونو قطع سلسلة أفكاري .. عجبا!!! أصوات العجلات الكبيرة والصغيرة منها لم تفعل ما فعله هذا الطائر في جذب انتباهي ..  إن للجمال سطوة على قلوب محبيه. عند المنتصف ..  دورية الشرطة بدأت تنتبه  لي ..  تجاهلتها تماما  وانشغلت بأخذ نفساً عميقاً من الهواء الطلق  .. لكن بدا الأمر مستحيلا أن أختلي بنفسي في هذه النقطة بالضبط ..  فقد عاد الشرطي الذي رأيته بالأمس  ليقترب مني .. أدى التحية هذه المرة بجراة أكبر مبتسما قائلا: 

- سلام عليكم .. توقعت مجيئكِ اليوم. 

رددت التحية ..   خجل ظاهر وفرح مخفي وأنا أقول: 

- كيف لك توقع ذلك ؟

-  إحساس راودني بأنك سوف تأتين ..

-  هل يراودك هذا الإحساس لكل من يمر من هنا؟ 

-  بالطبع لا !! ...

 صمت قليلا كأنه يبحث عن كلمات هربت منه ... أطرقت رأسي خجلا.. عيناه تغمرني بنظرات آسرة أما تلك اللمعة التي رأيتها تتسلل منهما  ألجمت لساني .. بحرا من الكلمات تسرب من خلال العيون ولا قارب نجاة ينجينا ..  أخذت العيون زمام الأمر، قصة حب بدأت من أعلى نقطة في الجسر الإيطالي. 

هكذا دائمًا يفعل الحب.. يختار العاشقين دون مراعاة لأي ظروف زمانية ولا مكانية ولا أي معايير أخرى .. بعد أن اشتعلت شرارة الحب بيننا ..  طرنا فوق الغمام ..  رأينا العالم من منظار أوسع .. قلوبنا وسعت كل حب العالم .. بهذا الحب نشفي كل جروحنا .. آلامنا و عذاباتنا ..  نهب العالم معنًا جديدًا .. نصبح أقوى في درء مشاكلنا .. وأقدر على تحقيق أمانينا .. لا ينبت الحب إلا بأرض خصبة ..  رجولة مطلقة تقابلها انوثة خجولة ..  مع هذا كنا مرآة لبعضنا .. عيوننا ترنو الى بعض .. نظرته تتسرب داخل روحي فتكشف كل أسرارها .. وعندما أنظر في عينيه ينفضح كل شيء أمامي .. حبه ..  قلقه و خوفه.

 عشقته بجوانبه المضيئة والمظلمة ..  بادلني نفس الشعور .. خلعنا كل أقنعة الزيف لتتحد ذواتنا .. فأنسلخ كل واحد منا بذات جديدة  لا تقهر. لم يكن الأمر سهلا .. كانت هنالك ليال سوداء من الفراق والألم تتخلل أيامنا .. ونار مستعرة من الأشواق تحرق مدننا بأسرها حتى اكتفينا من الاكتواء .. عدنا من جديد... حينها...  طلب مواعدتي فوق الجسر عند  أول مكان التقينا فيه..

  قال لي... من يرانا عن بعد لا يرى فينا غير شرطي يعمل على حماية الناس وإمرأة عابرة فوق الجسر.. لكن أروحنا التقت هنا في هذا المكان، ليس لشيء... فقط لأننا في حقيقتنا شعلة محبة. 

ثم أردف قائلا: لقد أعددت لك مفاجأة. 

- ماهي يا ترى؟...

- انتظري و سترين. 

نظرت وإذا بجماعة من المتطوعين ..  يحملون فرشا وأصباغًا ..  يعملون  على طلي الجدران الكونكريتية لإخفاء تلك الكتابات السوداء  وإبدالها برسم ورود جميلة و قلوب حمراء   وقد زينو الجسر بالأضواء والبالونات  والأعلام الملونة ..  بدأ أهالي مدينتي بالتجمع إحتفالًا بنا .. مطلقين ألعابهم النارية ..  كما الإحتفالات العامة .. نظرت الى نفسي رأيتني  وقد ارتديت فستان زفاف أبيض أما هو فكان بالزي الرسمي .. بدأت أتقافز من شدة  الفرح .. وهو يقول لي... من حقك أن تفرحي في يوم زفافنا. 

حينها سمعت صوت ينادي:

-  سيدتي.. هل من خطب ؟؟...  سيدتي هل تسمعينني؟؟ .. 

نظرت وإذا بالشرطي يقف من ورائي وهو يقول.. لقد طال تأملك... أنه يثير الشكوك خوفًا من محاولة انتحار.

 قلت في نفسي: 

إنتحار!!!  عن أي انتحار يتحدث هذا الشرطي!!!؟ حسنًا... لأبتعد عن هذا المكان بأسرع وقت فكل الاحتمالات واردة.


إيثار محسن/العراق

النص الفائز بالمركز الثالث بقلم/هناء العامري/مسابقة القصة القصيرة


 (لا أحد يعرف)


قصة قصيرة


لم تكن ترى من حولها من الطالبات وهنَّ يتابعن المشهد بنظرات الاستفهام والريبة، أو تسمع ضجيج ما يقارب الألف من الأصوات ذوات التردد العالي، كانت برفقة مدرستهاعبر ممرٍ طويلٍ إلى غرفة معزولة.

 ذهنها منشغل ومشوش، يستذكر كل الأعلانات،

مكافأة المتميزات، مصادرة المخالفات، معاقبة المسيئات،   وتستذكر كذلك ردود افعالهنَّ وهنَّ يتهامسن"  اللهم اطفئ عيني ام جهل وارفع درجاتنا على عجل" ورغم  القلق والحيرة المبهمة إلا أنها منحتْ نفسها بعض الثقةِ بسؤالها:

_هل هي مخالفة؟.... ام مكافأة؟

أنا اكتبُ فيه ما شئتُ من حوارات خيالي، من عبارات أو كلمات، أو أغاني، اني شكلتها قلوبا، رسمت قلبي وقلوب الآخرين، كان قلبي يتحدث كأنه بدأ يعرف الكلام لأول مرة.....آه فقط لو تقرؤه مدرسة اللغة العربية التي تتهمني بالغباء ! 

ربما سيثير الشعر إعجابهن، ويُذكَرُ إسمي في  وقفة الخميس، سيكون هذا اليوم هو يوم الاكتشاف العالمي،  ومن يدري؟

 إني بدأتُ أرى العالم بصورة أخرى، أسافرُ وأنا جالسة في مكاني دون حراكٍ، واسمع ُوأحاورُ بصمتٍ جميل.

أجل.. أنه لم يشكل إساءة لأحد، أو ضرر ما.!

من المؤكد انه ليس مخالفة بل...

أنتبهتْ إلى صوتِ مدرستها وهي تتبادل تحية ودية داخل غرفة صغيرة، أحتل المكتب جزءا كبيرا من مساحتها، وهي متفاخرة بدقة عملها في متابعة المخالفات التي هي  غنائم حملتها التفتيشية

المباغتة أثناء إداء الامتحان الشهري لمادتها.

__نعم لقد لفتَ نظرها بشكله ولونه في حقيبتي البالية،

   وهو الآن  قد توسطَ سطحَ المكتب ليتمَ  تشريحهُ، وتحديدَ جنسهُ وهويتهُ بالتحليل والتفسير والتأويل، وربما اغتياله!.....

_ انتظري خارج الغرفة واغلقي الباب.  هكذا خاطبتها المعاونة وهي تضغط على زر الجرس بيدها،والاخرى تمسك بقطعة من الخبز الملفوف بشيء ما لتقضمه.!

أسندت ْ جسدها النحيل الذي لم يتجاوز السادسة عشر على الحائط القريب من باب الغرفة في مكان عرضه ما يقارب

المتر ونصف المتر، بينما بدأت الظنون تكشفُ عن أبواقها، والخوف يطلُ برأسه من فرشتهِ بين لحظة وأخرى.

بدأت عيناها الجميلتان الواسعتان ذات الاهداب الطويلة تلمع بشيء من الدمع، ينتظر إشارة البدء بالانسحاب أو الهطول، بينما وجهها الناعم البض مسحتهُ صبغة وردية قريبة للاحمرار، أشار إليها شال ابيض رقيق أحاط وجهها، لكنه كان مرتخيا، يكشف عن خصلات من شعر أشقر سرحتْ على جبهتها كأنها تسترق الرؤية لتخبر ما تبقى محجوزا بحقيقة ما يجري، أما كفاها الصغيرتان فكانتا تعصر إحداهما الأخرى،لتعيد اليهما بعض من الدفء. 

بدأ الضجيج بالخفوت تدريجيا، وتعالت أصوات بعض المدرسات القريبات من القاطع،

 وهي لا تعرف ماذا يدور داخل المكان المغلق، أخذت الأفكار تتقافز في ذهنها، تقلب أمرها المعلق....

_ربما انشغلا بعمل ما، أو حديث آخر، هكذا طمأنت نفسها ومسحتْ وجهها من تعرق بطرف أناملها.

خيل لها أنها سمعتْ صوتا يناديها ..

فتحت الباب بعد طرقه....  ثم دخلتْ موجهة كل حواسها إلى وجوههن، لكنها أصطدمتْ بعينين ساخطتين

   وصوتٍ عال ٍ مع ملامح ٍ غاضبة ، وهي تحكم غطاء رأسها بحجابٍ اسود طويل،  بعدها تناولت  نظارة زجاجها اشبه بكعوب الفناجين. 

__ هل هذا  لك؟

سألتها المعاونة.

اكتفتْ بهز رأسها بالأيجاب، 

_ ولمن هذه الكتابات؟

_أنا كتبتها لنفسي، وليس لأحد، أنها من خيالي يا ست!

_,هذه وقاحة.... وماذا لو اخبرتُ أهلك بهذا؟

قالتْ هذا وواصلتْ أعمالها، لكن الفتاة ردت  بصوت ناعم


_ أن اهلي يعرفون اني أكتب شعرا، ولكنهم لا يقرؤون أو يكتبون، خذي الدفتر دون هذا، أنا لا أريد أن أترك مدرستي !

أرجوكِ..قالتها بتوسل مع نظرة مكسورة وهي تتطلع الى قرص الساعة

المعلقة !

 بينما راحت السيدة بدفع ورقة التعهد إليها،

مشيرة إلى مكان الأسم

والأمضاء،  مؤكدة أن العقاب سيكون أعنف عند اي مخالفة أخرى.


لم تقرأ ما كُتِبَ على تلك الورقة،  وبقلم مرتجف  تكورت الحروف،

     وختم أبهامها الصغير

مرعوبا من عصرة يد غليظة ألمت به.

 قبل انتهاء الدوام، ومن خلال الزجاج المجاور لمقعدها كانت تراقب النار التي ابتلعت 

 دفترها مع مجموعة من الاكسوارات البسيطة، تتصدرها حزمة الاوراق الامتحانية لذلك اليوم والتي لم تصحح!


هناء العامري

العراق

الأحد، 28 نوفمبر 2021

النص الفائز بالمركز الأول/بقلم مهاب حسين/مسابقة القصة القصيرة

 


أدباءنا الأعزاء رواد ملتقى "صهيل الحروف"

النتائج النهائية لمسابقة القصة القصيرة
الدور "1"
لا يسعنا في نهاية المطاف إلا أن نشكر الأدباء الأفاضل
أعضاء لجنة التحكيم.

أكثم جهاد
فتحي بوصيدة
فاطمة المخلف
**************
المركز الأول// مهاب حسين//23,5
                  
                 
&&&&&&&&&&
المركز  الثاني      //نهاد عبد جودة//23
                           //هيثم العوادي

&&&&&&&&&&
المركز الثالث //عبد الجابر حبيب//22,5
                     //هناء العامري
                      
                       
&&&&&&&&&&
المركز الرابع //محمد حسن//22,5
                   
                     
                       
               
&&&&&&&&&&
المركز الخامس //الحمداوي لحبيب//21
                        //سليم بوشخاشخ
                          //سمية جمعة
                           

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
مبارك والف للفائزين
مع أطيب أمنيات الإدارة
28/11/2021
&&&&&&&&&
للمسابقة
قصة قصيرة
السرادق

-"إهبط منها، فأنت لاتستحق البقاء فيها "٠

                    ***********      
قرب منتصف الزقاق المفضي إلى دكانته الضيقة، كان السرادق مشيدا، ورائحة القهوة تعبق الجو، الليل مضاء فوق رؤوسنا بالمصابيح .
-"البقاء لله، وله في خلقه شئون ".

                         ***********
-لن تبق فيها دقيقة بعد الأن، كم جحدت اليد التي أطعمتك، والثوب الذي سترك، واللحم الذي كسا العظام.
ما أجحدك!!.
                         ***********
اخترت مكانا قصيا، داعبت أشجاني القديمة، فتذكرت كل الراحلين، تمايل رأسي منتشيا بالتلاوة، تصاعدت مني آهة مخزونة.
مال نحوي أحد الجالسين بجواري، قائلا:

- لم يكن يعرف أحد قدره..
 أأنت من أقاربه؟.

                         ************
- أنسيت لحظة أن اقترفت إحدى حماقاتك التي كادت تودي بحياتك، والتجأت إلي، أخذلتك؟..
ألم أحميك..
وأهديك أسباب الحياة من جديد، وقد عفا الله عما سلف.
 لم أبخل، وأنت لم تستح، أهذه شيم الكرام؟.
                         ************
ارتمى في صدري، دمعاته الحارة بللت وجهي وقميصي، داهمني صوته الأجش الجياش بالحزن:

- ذهب حبيبك وحبيبنا، لم يعد لنا أحدا بعده.

 ضممته في حنو، وفناجين القهوة تصعد وتهبط في حركة بندولية رتيبة، والمقرئ يسترسل في آلية.

- أترك وصية؟.
- بل ترك ماهو أثمن!.

                        ***********
- وعندما طُردتُ من عملك، ألم أقف بجوارك، أعطيتك الدكان وملأته لك، لحظتها قلت لي:

- سأُدبر ثمنها عندما يتيسر الحال.
لم أرفض، وأنت تعلم أن الأحوال قد تغيرت، وشح الخير، ولم يعد الزمان زمان جود، لكني أبدا لا أنسى وسطائي.
فلماذا تسئ إلي.. كلما مددت يدي بإحسان؟.

                        ************
نظرت للقناديل المدلاة كأقمار تسبح في السرادق.. تطير وتحط أخيرا فوق رأسي، تحسستها براحة كفي.
طلبت كوبا من الماء، ورفضت فنجان القهوة الممدود. مضى عني النادل في استياء.
رمقت أكبر الأبناء متكوما فوق الكرسي يحدق في ذهول، يداه تتكلمان بإشارات مبهمة.
 اقتربت منه..
 مددت يدي بالعزاء، ما أن رأني حتى انتفض واقفا.. وقد رُد إليه ثباته، قال لي:

- لم ينطق بشيء قبل رحيله غير إسمك.

                        ************
حتى عندما علمت أنك تشيع عني ماليس في، لتكتسب قروشا قليلة.
لم أحزن..
لأني أعلم أنك ضعيف عجول، كم نصحني أتباعي بالتخلص منك أو إفساد تجارتك، لكني لم أفعل.
لم تعط الدم حقوقه.. أحسبت أن عطفي عليك بلا حدود؟.

                        ************
حام حولي النادل واقترب بالصينية، نهرته:

-لا أريد قهوة.

دار حولي دورتين نحو الجالسين، ثم عاد إلي بإصرار، تصنعت الإنشغال عنه بالإنصات للتلاوة.
مد الصينية قرب وجهي، تجاهلته..
رفع وجهي بإصبعه، احتقن الدم في عروقي، كدت أصفعه، لكن نظرته الثابتة أوقفتني،
 ألح بإيماءة..
 حاولت الإستنجاد من وقاحته بالمعزين، لم أجد أحدا!.
 نظرت للقناديل المدلاة، وجدتها انقلبت خفافيشا تطوف المكان متلاطمة،
 أخفضت رأسي،
 حاولت الانصراف.
 لم أجد منفذا للخروج.
 أشار للفنجان مرة أخرى،
 صرخت في وجهه:

-لا أريد، لن أشرب.

قهقه عاليا.. ثم أخذ الفنجان وألقاه في جوفه دفعة واحدة..
فيما استرسل المقرئ في التلاوة.

مهاب حسين /مصر.

النص الفائز بالمركز الخامس بقلم سمية جمعة بمسابقة القصة القصيرة


 .. للمسابقة


لقاءفي ذمة الغيب

 

التقيا رغمَ بُعدِ المسافاتِ في هذا العالمِ الواسعِ ، كانتْ تريدُ أن تختصرَ فيهِ كلَّ الرجالِ ، أن تسمعَ منه كلَّ الكلماتِ التي أحبَّتْ يوماً أنْ تسمعَها ، حقَّاً هي كبيرةٌ في السنِّ و لكنَّ ذاكَ القلبَ الطفلَ ما زالَ في طورِ النموِّ ، فبِلِقائها به كانتْ تُملي شروطَها بحُرِّيَّةِ فراشةٍ تريدُ أن تتنقلَ بلا حواجزَ ، أنْ تشمَّ كلَّ زهرةٍ بلا إذنٍ منَ البستنانيِّ . 

قالت لهُ : ما رأيُكَ أنْ نمشيَ في مكانٍ لا بشرَ فيه غيرَ السماءِ و الأرضِ ، أركضُ و تلاحقُني بلهفةِ مُشتاقٍ منذُ زمنٍ يشتهي هذا اللقاءَ ؟ كانَ وجهُها مُضاءً بحمرةٍ لم تعهدها من قبلُ ؛ أهوَ الحبُّ الذي تملَّكها فجأةً دونَ استئذانٍ . 

و أضافتْ : أحبُّ أنْ نذهبَ إلى البحر ، لأغوصَ بقدمَينِ عاريتَينِ ، أبلِّلُهما و أنتشي ، أريدُ أن أصرِّحَ بجمالِ تلكَ اللحظاتِ .

قالَ لها : لنأخذْ صوراً تذكاريَّةً . 

قالتْ لهُ : لا أحبُّ ذاكرتي ، فهيَ تعودُ للذكريات دونَ صُورٍ ، يا لله .. !

أريدُ أن تأخذَني لمطعمٍ ، فتُطعمَني بيدَيكَ . 

قالَ : بأيَّةِ صفةٍ أطعمُكِ ؟ 

قالتْ : أسمِعْني كلماتٍ جميلةً كأيِّ رجلٍ في حضرةِ أنثى ؟ 

ما بكَ .. ؟! 

قلْ لي أحبُّكَ ، و لو كذباً ، كي أشعرَ أنّي عدتُ للدنيا منْ جديدٍ . 

كانَ ينظرُ إليها باستغرابٍ ، فهي ليستْ حبيبتُهُ ، هيَ أنثى أحبَّتْ أن تعيشَ حالةَ التحرُّرِ العاطفيِّ من عِقالِ الصمتِ ، هيَ لا تريدُهُ حبيباً ، بل تريدُهُ رجلاً يُشعِرُها بأنوثتِها ، رجلاً يملأُ قلبَها العَطشانَ للحبِّ بأحاسيسَ قويَّةٍ تُشعِرُها بلذائذِ الحياةِ الأنثويَّةِ التي طالَما حُرِمَتْ منها ، فهي كُتلةٌ مُتوهِّجةٌ منَ الرغباتِ و المشاعرِ الجميلةِ ، و لكنَّها لم تجِد في حياتِها مَنْ يحتضنُ تلكَ الرغباتِ ، و يروي أنوثَتَها بعواطفَ جميلةٍ ، كما ترغبُ هيَ .

كانَتْ على أملٍ بأنْ تُحقِّقَ بعضَ أُمنياتِها في هذا الرجل ، و لكنَّها عاشَتِ الصَّدمةَ ، كَكُلِّ لحظاتِ حياتِها السابقةِ .. كان الوقت يركض بها. تمسك بتلابيبه فيتفلت من بين اصابعها. نظرت إلى وجهه الغامض على ذلك السرير الأبيض في المشفى غائبا عن الوعي. في غيبوبة استطالت لأيام وشهور، تزوره كل يوم، تحكي له عن يومياتها وذكرياتها، مدت يدها إلى حقيبتها البنية المعلقة بطرف الكرسي، واخرجت منه اخر صورة جمعت بينهما قبل الحادثة المريعة بساعات، رقرقت عيناها في صمت، رغم ضجيج أصوات الآلة وطنين الأجهزة الطبية الكهربائية، دنت من اذنه تودعه بعد أن يأس الأطباء من شفاءه وعودته للحياة، لذلك كانت هذه زيارتها الأخيرة له، تودعه،..

مزقت الصورة إلى قصاصات

 

.. 

مزقت الصورة إلى قصاصات، اقتربت من النافذة. لفحت وجهها نسمات باردة، وقبل ان ترمي القصاصات في الهواء، شد الرجل على معصمها وكأنه يقول لها لا لم امت بعد.

جفلت من لمسته الحانية، فتح عينيه على وجهها

 


سُـمَـيَّة جُـمـعــة - سُـــوريـةُ .

النص الفائز بالمركز الخامس بقلم سليم بوشخاشخ بمسابقة القصة القصيرة


 للمسابقة


كرامات 


عاودها نفس الحلم لليوم الخامس على التوالي، غرفة ظلامها حالك، تقودها قدماها إلى الباب المتواجد في جانب الغرفة يحيط بحوافه ضوء خافت، تفتح الباب فإذا بها تجد نفسها فوق جسر ضيق معلق في الهواء، أرضه ألواح خشبية، على جنباته حبال خشنة، ينطلق من البيت متأرجحا فوق العدم، تخطو فوق الجسر تحت ضوء البدر المتلألئ في السماء، تسمع أزيز خطواتها الحذرة فوق الخشبات المهترئة، تتجه نحو قبس من نور مشع آخر الجسر، لما تقترب من نهايته، نبدو لها عينا قط أسود تلمعان في ظلمة المكان، فتتهاوى من الجسر نحو العدم، تُدَوِّي صيحتها في أرجاء البيت وتهرول والدتها إليها، تضع يدها فوق رأسها متعوذة مُحَوْقِلَة...

تحت ضوء المصباح الخافت، ظلت جميلة تنظر إلى جذوع الشجر المستلقية تحت سقف غرفتها، لا تستطيع حك شعرها المطلي بالغاسول تحت غطاء محكم، يداها ورجلاها مطليتان بالحناء وملفوفتان بعناية في خرق من الثوب، جفاها النوم، لم تتوقف عن التفكير فيما قالته الشيخة زليخة، وفي صاحبة العمل التي تريد بها شرا، هي قطعا جارتها خديجة، لا أحد غيرها يجرؤ على فعل مماثل، منذ أن أصبح إبراهيم يتودد إليها، تذكرت يوم كانت ذاهبة وإياها للخياطة، ولاحظت نظرات إبراهيم التي كادت تفترسها، منذ ذلك اليوم وهي تضمر لها الشرَّ والحسدُ ينهش لبها، توقفت عن التفكير في خديجة وغاص تفكيرها فيما ينتظرها في الصباح...

استشعرت برودة مياه العين المباركة التي غمرت فيها جسدها البض، أحست بالبخور الذي تنشره الشيخة زليخة يستشري في كامل جسدها، وبوقع غريب لتمتمات الشيخة على فؤادها المهزوز...  

على باب الضريح، تركت الشيخة تدفن خصلة شعرها التي قصتها وبَلْغَتَها في التراب، ولجت الضريح، قَبَّلت قبر الولي المنتصب أسفل القبة، وأخذت تتمسح به طالبة راغبة راجية متوسلة...        

أخذت تلف حافية القدمين بالشجرة المباركة سبع لفات تحت إيقاع طبول وصوت المزمار الآسر لفرقة عيساوة*، تسترق النظر للشاة المطلية بالحناء التي تنظر إليها بحنان... 

استسلمت لإيقاع الطبول التي تقرع في أحشائها، ونغماتِ المزمار التي أخذت ترفع روحها عاليا، بدأت تتمايل مع إيقاع الموسيقى، أحست بدفء دماء الشاة التي تغرفها الشيخة وتسكبها بكلتا يديها على جسمها الذي بدأ يترنح على إيقاع الطبول  وإيقاع ترنح الشاة الذبيحة، أحست أنها فقدت السيطرة على جسمها وأوكلت زمام أمرها إلى عالم غير مرئي، أخذت تمرر الدم الدافئ غلى وجهها وجسدها، لم تعد تحس من عالمها إلا بقرع الطبول وصوت المزمار اللذين سافرا بها إلى عوالم أخرى، عوالم سلبت روحها وتركت جسدها يترنح بلا هوادة، قبل أن تسقط مغشيا عليها... 

توقفت الفرقة عن العزف دون أن تتوقف الشيخة زليخة عن ترديد تعاويذها التي تطرد الجان من جسد جميلة... 

جلست جميلة  بجوار عريسها إبراهيم راسمة على محياها ابتسامة عريضة توزعها على المدعوين ورأسها يتمايل منتشيا بأهازيج الفرقة الموسيقية،أخذت تتحسس الحرز المثبت تحت فستان عرسها وهي ترسل نظرات التشفي لخديجة صديقتها اللدود  


سليم بوشخاشخ

المغرب 


*عيساوة: نوع من الموسيقى ذات أصول صوفية، نسبة إلى الطريقة العيساوية لمؤسسها الشيخ الكامل محمد الهادي بن عيسى المغربي

النص الفائز بالمركز الخامس بقلم الحمداوي لحبيب مسابقة القصة القصيرة

 للمسابقة

طائر من أرفود

لما اشتد عضده،هاهو الٱن يقارب الثلاثين سنة،وسيم الملمح،معتدل القامة،شاربه شديد سواد الشعر،نادل بمقهى بديار الغربة....كلما ٱوى إلى فراشه في غرفة مستقلةبسطح البناية ذات الثلاث طوابق، يستحم ويستلقي على سريره القديم الذي يصدر صريرا كمن يتألم من ثقل حميدو،هكذا ألف سكان قريته أن ينادوه منذ صغره تدليلا لاسمه الحقيقي حميد ،اعتاد حميدو قبل الاستسلام للنوم،أن يستعرض ذكرياته و هوعلى زورق مكدس بثلة من المهاجرين غير الشرعيين، وتنقبض أساريره وهو يرى ويسمع صراخهم، قبل غرقهم وابتلاع البحر لهم،وكيف ألقت به الأمواج إلى الشاطئ وهو متمسك بلوح من ألواح الزورق هي ذكريات تطارده وتؤلمه،ثم تعود به الذاكرة إلى أمه وإخوته الذين من أجلهم اقتحم هذه المحن،وغامر ليغير من فقرهم، ويسد حاجياتهم،ويتذكر صديقه عزيز الذي أوصاه خيرا بأهله ،إن هو لم يعد،كما أنه يتخيل نفسه وكأنه يمر بشوارع مدينة أرفود ، ويخترق دروبها التي تبتلعه،فيغمض جفنيه...

كل صباح يستيقظ باكرا ما عدا الأحد فهو يوم عطلة،يتجه إلى عمله قبل الٱخرين،فهذا ما يميزه،وأكسبه ثقة مشغله، كما أن لخفته ووسامته ، ولكنته العربية التي تسم نطقه للغة الاسبانية جاذبية يستعذبها الزبناء...

لاحظ حميدو أن زبونة تمعن النظر إليه كلما جاءها ليعرف طلبها فيلبيه ، تكرر الأمر ،بادلها نفس الابتسامة، طلبت منه أن يلتقيا خارج أوقات العمل، وافق... قبل اللقاءغيرحميدو من ملابسه، صفف شعره ، رش من قنينة العطر الوحيدة التي لم يتبق منها إلا القليل، وحضر في الوقت المعين ،و المكان المحدد...

علم أن اسمها كاميليا،تشعر بالوحدة، كانت أمواج البحر ترسل رذاذا ينعش،ويبلل وجنتيهما،وهي تحكي سالت دموعها،مد يده وأمسك بكفها ليواسيها،فسرت بجسده قشعريرة،

واحمرت وجنتاه....

تواعدا على اللقاء مرة أخرى،لكن كاميليا لم تعد ،حاول حميدو أن يراها بأحد المتاجر  القريبة التي تبيع الٱلات المنزلية ،كما أخبرته،لكنه عبثا فعل،مر أسبوع على غيابها،وبدأ الشك في صدق حبها يراوده،لكنه كاد يلتهم المسافات بينهما حين رٱها قادمة،فعدل عن ذلك احتراما لقانون الشغل، ابتسمت له كالعادة بادلها نفس الابتسامة،لكنه لاحظ أنها تلبس السواد،مما أوحى إليه أنها تعيش مرحلة صعبة،أحضر لها فنجان قهوة،فطلبت منه أن يلتقيا،أومأبرأسه موافقا وانصرف.

في نفس المكان وجدها تنتظره ، السكون يهيمن لولا أصوات الموج الهادئة،وصخب النوارس المتمردة على الطبيعة؛التي ماتزال تحلق،رغم تلاشي خيوط الشمس واختفاء حمرتها،ابتسمت له كالعادة ولكن ابتسامتها تخفي حزنا،أخبرته أن أمها ماتت واضطرت للسفر إلى قرطبة،وقد ورثت منها الكثير ، وتحتاجه ليكون لها سندا لبداية مشروع مهم،وافق مبدئيا لكنه طلب مهلة للتفكير،قبلته اثنتين وافترقا،أحس ببرودة ورعشة تغزو جسده.... استطردت كاميليا وقالت:" استعد للسفر  معي غدا الأحد"

في غرفته وقف أمام المرٱة،ابتسم واحمرت وجنتاه وأحس بحرارة في أذنيه حين تذكر قبلتي كاميليا،بدأ يناجي أمه،التي لم يراها عشر سنين خلت،ويعدها أنه سيفي بعهده وينتشلهم من مخالب العوز...

في قرطبة ، دخل معها غرفة أمها،بها أثاث تقليدي، استرعت انتباهه صورة مثبتة على الحائط لجندي بشاربه المعقوف وطربوشه ،الأحمر،وقف أمام الصورة مشدوها؛ صاحب الصورة مألوف لديه ،يذكره بشخص يعرفه،لكن من يكون؟ الذاكرة تخونه، سألها من صاحب هذه الصورة؟ انتظر أن تخبره أنه جدها من أمها،لكنها أخبرته أنه أحد الجنود المغاربة الذين حاربوا إلى جانب اسبانيا،وأنه هو من أنقد أمها بعدما شب حريق بالمنزل ومات فيه جدها وجدتها ونجت أم كاميليا بشجاعة منقطعة النظير من الجندي المغربي، فأهداها صورته ،وقد ثبتتها أمي على الجدار اعترافا له بجميله، أزالت كاميليا الصورة ونفضت عنها الغبار العالق بها،فظهرت كتابة خلف الصورة قرأتها بصوت مسموع: الحمداوي محمد الأرفودي....

الحمداوي لحبيب المغرب


النص الفائز بالمركز الرابع بمسابقة القصة القصيرة بقلم محمد حسن


 ملتقى "صهيل الحروف"

للمشاركة في المسابقة

قصة قصيرة 

                    اللعب مع الكبار


أدهشتها هذه البقع المترامية على جسدها الفاتن ، تلك الألبسة البالية التي ترتديها كشفت حجم معاناتها والفاقة التي تعيش ، شعرها المتقصف بجدلة واحدة متهالك الخصل يدعو إلى التساؤل ،  وتلك العين التي أسدلت جفنها تدعو للبكاء .

أشفقت عليها واحتضنتها بين طيات جسدها الغض، وشكرت والدها الذي أتى بها إليها وعانقته بنظراتها البريئة وببسمة شكر .

_ طار عقلي بك ، أحببتك من أول وهلة ، ستكونين ضيفتي المفضلة بل أختي الكبيرة .

رقصت معها حاولت اضفاء جو حالم على كيان ضيفتها الجديدة ، أهدتها كل ألعابها وأشبعتها قبل .

استطاعت رفع معنوياتها وتقليم تلك النظرة المنكسرة على محياها الذي أخذ يودع التبلد . 

_ ما اسمك عزيزتي .. من تكونين .. ما هي قصتك .. من أهلك .. من أين أنت ...؟!

كل تلك التساؤلات لم تلق أي صدى ، كانت الكلمات حبيسة المقل وخلف هذه الرموش المرتعشة تسكن كل الحكايا .

_ لا عليك صديقتي ، لا تتكلمي ، تعالي معي نلعب لعبة الكبار ، أنا أتكلم وأنت تنصطين ، أنا أغني وأنت ترمقين ، أنا أصنعك وأنت تختالين .

راقت لها تلك اللعبة وبرفة عين عرتها من كل ملابسها الرثة المحاكة منذ عهود الطهر ، ثوب العفة الذي كان يكسي جسدها البنورامي رمته بسلة القمامة، وحجابها القاتم رمته من النافذة المطلة على الاغتراب، وجوربيها الرماديتين حزمت بهما كل الخرق وأودعتهم  مدفاة غرفتها التي بدأت تغزل من لهيبهم لونا" مختلفا" من الدفء .

بدأت بنحت جسدها وترميم كل القروح ، بعدما أقنعتها بطرد الخجل، راوغت بعض الشيء لكنها ما لبست أن استسلمت وبدأ على قسماتها لون الفرح .

_ ثقي بي صديقتي ، سوف أجعلك سندريلا وليفنى الأمير .

أخرجت من دولاب الخزانة سروال أختها الكبرى ألبستها إياه، فبدا محشوما" بعض الشيء وبقصتين من مقصها الصغير قزمته ليهرب منه كل الحياء ، كانت حمالة الصدر تنتظر دورها لكنها أوفت بالغرض عندما أفرغت مقدمتها لتكون أكثر اغراء، وثوب أختها ذو الأكمام الطويلة قصت نصف أكمامه ليكتمل المشهد، وحاولت الباسه ضيفتها التي تمردت للتو .. 

_ أحلم بثوب بلا أكمام وظهره عاري، وصدره شبه فارغ، فوق الركبة طوله ولا بأس أكثر ، أتمنى تلوين خصلات شعري بكل الأصبغة،  وأرغب بمكياج صارخ فاقعة ألوانه ولا تنسي رسم كل القلوب على المناطق المغرية من جسدي الغض، وزرع خلخال في رجلي اليسرى وشامة فوق شفتي، وماسة طرف الأنف، وكومة من الخرز الملون على عنقي ومعصمي الأيمن وكذلك الأيسر ...

كانت دهشتها عارمة عندما استطاعت سبر مكنون ضيفتها الجديدة وفك طلاسم أفكارها الحبيسة منذ زمن الكبت .

_ الحمد لله سمعت صوتك وشاهدت الابتسامة المرسومة على شفتيك ، اطمئني سوف أنفذ كل رغباتك ولن أنسى لصق الأظافر الملونة والرموش وسوف أدهشك بتسريحة تذيب عقول كل الشبان بالحي .

عندما أوشكت وضع لمساتها الأخيرة وإنهاء حفلتها التجميلية أطلت والدتها عبر الطاقة الضيقة المرمم فسيفساؤها منذ عهد الانحطاط.. 

_ ما شاء الله عليك صغيرتي ، العروس التي وجدها والدك في حاوية القمامة غدت أميرة بأناملك السحرية وتعلمت لغة الكلام بفضلك .. أنت بارعة ياطفلتي الغالية .. أخرجي معها إلى الهواء الطلق وتنفسا معا" مزيدا" من الحرية التي حرمت أنا واقراني منها .


تمت بقلمي

المحامي محمد حسن

سوريه . حلب

النص الفائز بالمركز الثالث بمسابقة القصة القصيرة/الموسم الأول


 سلة فارغة 


غبار يغطي الأشياء. وجوه شاحبة، كأوراق شجرة لم يعرف الماء دربه إلى جذورها. بريق الأمل يزرع في عيون أرهقها النظر إلى الجهات؛ راجية منها أن ترسل لها قافلة محملة ببعض مايسر قلوب المحرومين،


ترقرقت دموع فرح مجهول في عيون صغار القرية. 

بعدما أخبرتهم الحاجة عائشة العواد بما سمعته في المدينة من أقاويل شتى، وهي تبيع مالديها في السلة من البيض؛ الذي حرمت أحفادها الصغار منه لتشتري لهم اللباس، والأحذية، وكأن أكل البيض لم يعد لائقاً بالفقراء أمثالهم. 

تحت ظل جدار بيت ترهل من ويلات حرب، حطت رحالها في قريتهم النائية عن ملذات الحياة. جلست الحاجة عائشة بعد عودتها من مشوارها المرهق، أسعفها أحد صغار القرية بكأس ماء تجاوزت حرارته درجة الفاتر كما تعلَّم الصغير ذلك المصطلح في مدرسة القرية  قبل إغلاقها من قبل أولئك الذين تلحفوا بعباءة الدين الحنيف، واعتبروا  كل ماعدا اسم  الله زندقة، ودرب إلى الكفر والالحاد، حتى القسم بكتاب الله كفر، وبدعة يستحق من يسير على منوالها الجلد دون تردد، أما ذبح الإنسان لأتفه الأسباب، فلا يكون بدعة، وإنما تنفيذاً لأوامر الله، وكأن الله خولهم ليكونوا وكلاءه في ثواب وعقاب البشر، تناسوا أن تفسير الآيات الكريمة على هواهم بدعة ما بعدها بدعة.  وأن الله خلق الجنة والجهنم ليوم الحساب. 

ربما رشفة من الماء الفاتر لم تروِ ظمأ السيدة العجوز، ولكن قناعاتها كانت تجلب لها الفرح في كل حين رغم أحلك الظروف، فإيمانها القوي يفسح لها طريق الأمل، لذلك كان صوت الحاجة  مفعماً بالسعادة، وهي تبشر أحفادها، وصغار القرية  الذين ركضوا إلى بيتها طمعاً بحديث يدور فحواه عن البسكويت، وعصير البرتقال، فقد أصبحا من غرائب الأمور في حياة صغار لم يألفوا سوى الجوع، والفقر، والحرمان. 

قالت الحاجة: ستأتي شاحنات محملة بكل ماتتمنوه 

من لباس أوربية، وأحذية، وجوارب لم تروها، ولن تروا مثلها قط.. 

ثمَّ أردفت قائلة: أما عن المواد الغذائية، فهي معلبة، وجاهزة للأكل حتى الفول، والبطاطا، و ورق العنب جاهز للأكل قد لايحتاج للتسخين أيضاً.

تصوروا اللحم المقلي كأنه جهزته الآن. كل ذلك ستحصلون عليه من أول دفعة قادمة إلينا من المعونات،  والمساعدات الدولية  بعد أيام قليلة، وكمَنْ يريد أن يكون التشويق سيد الموقف. 

 قالت الحاجة : ها لقد نسيت أن أخبركم بما هو مخصص لكم ..ستلعبون بألعاب لم تحلموا بها في حياتكم من قبل.  سيارات تسير على البطاريات قابلة للشحن، ودمى تسير، وتتكلم، وتضحك مثل الإنسان. يقولون عن تلك الدمى بالإنسان الآلي. بعض الأولاد الذين كانوا يسمعون السيدة العجوز قد سال لعابه من ذكر أنواع الطعام وهو يتخيل المائدة العامرة أمامه والبعض الآخر تحلق خيِاله وأصبح طياراً، والآخر سائق دبابة منتقماً من أولئك الأشرار الذين دمروا بيوتهم ، وشردوا أهلهم، وقتلوا أحبتهم، 

لاحظت السيدة عائشة مايدور في خلد الصغار .

قالت بفرح كبير :سيجلبون لكم مسابح مسبوقة الصنع لتتعلموا السباحة كي لا تغرقوا في الماء عندما تصادفكم الأنهار ، أو البحار  وأنتم في طريقكم إلى الهجرة، والبحث عن اللجوء الآمن في مكانٍ ما..؟ 

تغيرت نبرة صوتها  إلى مايشبه الحسرة، والحزن عندما وصلت إلى الجملتين الأخيرتين،

ولكنها استدركت ذلك، وهي التي تجلدت بالصبر، والحكمة، ومشهورة ببث الأمل في النفوس 

عادت مرة أخرى إلى لهجتها المفعمة بالسعادة: 

 هناك الكثير الكثير مما تحدثوا عنه في المدينة من أجلكم  ...


لفحت الشمس وجوه الصغار بعدما تلاشى ظل الظهيرة، وقامت الحاجة تتابع ما تبقى من خطوات إلى بيتها الذي يوحي بأي شيء ما عدا أن يطلق عليه اسم البيت ، فالبيت يعني مايخطر في خيال المرء من صور،  غرف عديدة، ومطبخ، وحمام، وتواليت. 

أما بيت الحاجة، فحدث، ولاحرج غرفة لاتشبه الغرف  

حفرة تحت بقايا أنقاض.  بيت بدون معالم لا تدل عليه سوى بعض الأحذية المترهلة كأحلام سكان القريةجميعهم . 


سأل الحفيد الصغير جدته: هل سيأتي أبي، وأمي مع هذه الشاحنات المحملة بكل شيء. 

تجمد الدم في عروق الحاجة، خانتها الكلمات، والفطنة  بالرد المناسب. تلعثَم لسانها،  همهمت بكلمات غير مفهومة هروباً من حفيدها، وحفيدتها الأكبر سناً.

منذ إن غربت شمس ذلك اليوم ، وحلت العتمة التي ابتلعت  أحلام أولئك الصغار. طال الانتظار، ومضت الأيام،

///// تابع لقصة سلة فارغة /////

وأخيراً تمخض الجبل بفأر صغير 

سيارة من نوع الفوكس فان تحمل موظفَين من منظمة دولية تزين واجهة السيارة شعار جميل "من أجل غد بلا أرق نفسي نحن هنا"

ترجل المسؤول الأول، وسار إلى أقرب بيت من السيارة وبصوت عالٍ نادى:  يا أهل البيت ...ياأهل البيت ....

خرجت السيدة عائشة  من وكرها، وهي ترد على صاحب الصوت :نعم أخي ....تفضل ...سكان هذا البيت في ذمة الله 

ماتوا، وهم في طريقهم إلى النجاة بقذيفة.ما..؟ بعضهم قال عنها إنها قذيفة هاون، فهي عمياء لاتميز بين المسلح والمدني 

وبعضهم قال قذيفة طائرة ،  والآخر قال لاشك أنها قذيفة دبابة،  أو مدرعة، فهي كانت خارقة حارقة، وبطيبتها المعهودةأكملت حديثها:  والله يا بني لا أفهم  بهذه الأمور ، ولكن الشيء الأكيد أنني فقدت الأعزاء على قلبي. العفو يابني لقد أوجعت رأسك، 

قال الموظف: نحن من هيئة دولية قادمون إليكم بهدف الدعم النفسي 

قالت الحاجة : ماذا عن الدعم المادي. نحن ميتون من الجوع.  أشباح، وهياكل بلا لحم ...

قال الموظف المسؤول: هذا ليس من شأننا ...هناك منظمات أخرى تهتم بهذا الجانب ...

كان كلامه يمزق أجساد أولئك الأطفال الذين تحلقوا حول السيارة الصغيرة ... دفنوا أحلامهم بتلك الكثبان الرملية التي غطت ساحة، وأزقة القرية ...

ابتعدت السيارة بعدما تركت عجلاتها أثارها في الرمال الناعمة، دون أن  يدري  ذلك الموظف الأممي بأنه فتح شروخاً في القلوب، تماما كالقذيفة التي دمرت هذه البيوت،  والتي ستبقى مجرد أنقاض تشوه ملامح الإنسانية 

....عبدالجابر حبيب ...

النص الفائز بالمركز الثاني بمسابقة القصة القصيرة/الموسم الأول بقلم هيثم العوادي


 سيزيفية

    مرت آلاف السنين، وأنا اطوي الأرض بتلك الصخرة فوق التلال، أصعد بها الى قمة الجبل، ثم تهوي متدحرجة الى أسفل الوادي، أبسط ذراعيَّ لها، تارة احملها على كتفي.. وتارة انزلها وادفعها بيدي.. لأصل الى القمة مرة أخرى، أَرْهَقَني الروتين.. إِستَحوَذَ عليَّ الملل..قبل ان يسحبوني إلى عالم الأموات، تذكرتُ خداعي "ثانوتوس" لما طلبتُ منه تجربة الأصفاد والسلاسل.. أحكمت أقفالها وقيّدتُ إله الموت قبل طلوع روحي، نجوتُ من حبائلهِ.. لكني لم انجو من حُكم "زيوس" بالعقوبةِ الأبدية. 

لم أفكر يوماً بأن أكون قدوة للآخرين ، فعلى بُعد امتار من هدفي الروتيني.. شاهدت مَنْ يقلدني بحركاتي وأفعالي، يحملون على أكتافهم شيئاً لم اتأكد منه، أخذت منظاراً كنتُ قد كسبته برهانٍ في حقبةٍ من عمري الطويل، نظرت عن كثب.. كان الناس يرفعون بشراً ذوِي جثث ضخمة، متأنقين و حذقين الى آخر حد، حدثت نفسي:

- من هؤلاء أنهم كثر.. يا إلهي!، ما الذي أراه؟ ما الحكمة من ذلك؟ هل يقدمونهم قرابين إلى "زيوس"؟ منذ متى تقدم قرابين من البشر الى الألهة؟ هل غضبت الآلهة عليهم؟. 

كلها أسئلة شلت تفكيري، وجعلتني أكلم نفسي مرة ثانية:

-  ساعدتهم الألهة.. كيف يستطيعون حمل كرة لحم عظيمة كهذه؟!، إن الحجر أَهْوَن، صحيح أنه اصلب.. لكنه يخضع في النهاية ويصبح طوع الأمر وبلا مقاومة.

 بعد أن أضْنَاهُم التعب وصعدوا بهم الى القمة، تضايقتُ عندما رأيتهم ينافسوني وتصورت إن الألهة أيضا غضبت عليهم بطريقة او بأخرى.. لكني لم اعبأ بشيئ ما دامت قمة جبلي خالية.

في موجةِ غضبٍ عارمة رجع الناس مرة أخرى بعدَ فترة قليلة من الزمن، قذفوا بهم من فوق الجبل بلا رحمة... لم تتح لهم فرصة لسحب الأنفاس والراحة حتى جلبوا غيرهم، نفس الوجوه بملابس مختلفة، تعجبت من فعلهم   وسألت احدهم: 

-كيف توصلون الشخص الى القمة ثم تنزلوه في الوادي؟ هل انتم معاقبون مثلي؟ هذا ليس من الحكمة ولا من الرحمة ايها الشعب.

 قال لي أحدهم بلهجةٍ ولغةٍ لم افهمها:

-وانت شعليك هاي حرية، أسكت لا ابتلي بيك. 

تركتُ صخرتي وراقبت عملهم من بعيد، رأيت احد افراد الشعب يرفع ذلك -الرجل الصخرة- هكذا اسميته ، ويمشي مسافة مترين أو ثلاثة ثم يأتي الثاني ليكمل المهمة وهكذا...ويذهبون الى بيوتهم فرحين غير آبهين بما يجري في البلاد.

 لازلت أرفع صخرتي وهم يرفعون ساستهم أصحاب السلطة الجوفاء، الذين يطمحون ويسعون بإستماتة إلى الكرسي والمنصب السياسي، لكنهم مغلوبون في مسعاهم بصفة دائمة مستمرة، وأن السطوة والسلطة مجرد شيء فارغ خاو في حقيقته، تماما مثل دحرجة الجُلْمود لأعلى التل التي افعلها يومياً.

وصل الإعمار المزيف قريبا مني بلطوا الشوارع وبقيت صخرتي وتلّي عصية عليهم، قال أحدهم: 

-أبقَ وصخرتك في هذه الساحة لتكون شاهدا على نجاحنا، لأنك رمز تاريخي يحتذى به.

اصلحت هندامي حين سمعتُ كلامهم الجميل الذي يخرج أول مرة من افواههم، منذ ان وصلوا منطقتي وأنا لا أسمع سوى السباب وبذيء الكلام.

حدقت به مطولا لكني تذكرت مَنْ مدحني انه-السياسي الصخرة- الذي اوصلوه الى القمة، علمت إن بالأمر حيلة ما وان مدحه لي لم يأتي من فراغ، الى ان سمعته يساوم مقاولا من حاشيته على مشروع قال له: 

- أريد ان تقدم مناقصة لهذه الساحة ونسميها ساحة الصخرة التي تَعبتُ كثيرا في نقلها مع هذا الرجل الأثري، واطلب ان يُكتبْ مبلغ مليون دولار ازاء هذا المشروع. 

لقد باعني وأنا أقف أمامه!، ملأتني الدهشة!، توجهتُ نحو السماء اعتذرتُ من أبو الآلهة "زيوس"، ومن إله الموت، وتوسلت به أن يأخذني فما عدت أريد البقاء، تحملت العقوبة الأبدية لكني لا أتحمل ما يفعله آلهة الخراب في هذا البلد. 


          هيثم العوادي /العراق

النص الفائز بالمركز الثاني بمسابقة القصة القصيرة/الموسم الأول


 12- للمسابقة

الجزء الاول
( خلف اسوار الصمت )
 يلتحف سحب الدخان في زاوية من المقهى , اصابعه المتقرنة تلتف على سوط الناركيلة بعشق مجنون  , اعتقدت للوهلة الاولى انه اخرس , لازال هذا الانطباع راسخا في بالي  , عيناه الذابلتان تطوفان الوجوه بنظرات متفحصة , يبدو ان وجوده لا يعني شيئا لزبائن المقهى  ورحيله لا يثير اي اهتمام .
 تفاجأت يوما برؤيته , كان على غير تلك الصورة التي رسخت في مخيلتي , تعلو وجهه ملامح الانبساط والبهجة , لسانه يصول ويجول , لقد تحرر من مرابض عقدة مستديمة , جامحا , ثائرا , كلماته لها وقع مؤثر بقلوب مستمعيه رغم انزلاقها على لسان مثقل يلوك الكلمات بصعوبة بالغة , ناقدا بارعا لكل ظواهر الحياة , ابتداء من السياسة الى الفن والأدب وانتهاء بالبطاقة التموينية ورواتب البرلمانيين , أخيرا تحدث عن افتتاح الجسر الجديد في المدينة وحجم الفساد الذي رافق مراحل بناءه , كلماته لاذعة متهكمة وموجعة تثير موجات من الضحك في المقهى , اثار استغرابي , كيف تغيرت صورة هذا النكرة من البؤس والصمت الى هذه الصورة المتمردة , يتحدث عن افكار ويحلل الاحداث بطريقة مثيرة للانتباه يعجز كبار المثقفين التعبير عنها , انه رجل يدرك تماما ما يقول ويعرف عن ماذا يتحدث  , بالأمس كان  كالحمل الوديع  يثير الشفقة واليوم كذئب مفترس يتحاشاه الكثيرون  , ينثر انتقاداته واتهاماته بشكل جريء دون خوف او وجل .
 همس صديق بأذني قائلا , هكذا هو عندما يرتشف الخمرة , تنفرج همومه وتنفتح قريحته وتحل عقدة لسانه وينسلخ عن جلباب العزلة والانطواء , قلت ارغب بالاقتراب منه  ومعرفة ما يجول بأفكاره ونواياه وحدود مداركه , قال لأبأس , دنونا منه بحجة الهروب من كثافة  الدخان , جلست بجانبه , ابتسم بوجهي ابتسامة ذابلة ثم انفرجت شفتاه  عن صف اسنان عبث بها  الدخان ونخرها السوس , كانت مشوهة تماما حتى بدى فمه ككهف خرب , صافحني بحرارة , كانت اصابعه كلوح من الخشب , نفث كتلة من الدخان من منخريه كأنه يحملها كل همومه ثم تبعها بموجة سعال حاد , رحب بي مرة اخرى بحرارة دون ان اعرف السبب .
 قال : يبدو انك لا تدخن .
 قلت : نعم .
قال : وما الذي حشرك بهذا المكان .
 قلت : رغبتي ان اسمع وارى وأتحدث .
 قال : لا ترهق نفسك لا احد يسمع كلماتك ولم ترى إلا اشباح .
 قلت  : ينبغي  مشاركة الناس بأفراحهم وأحزانهم , ضحك بصوت مسموع قائلا بعد ان مسح سيول الدمع من تأثير الدخان : اين هو الفرح حتى تهتم بمشاركته , اطمئن وأرح نفسك من هذه المهمة , اما الاحزان فأصبحت تقليداً يومياً اعتادها الناس فلا داعي لمواساتك , اما الحديث , تتحدث عن ماذا ؟ , كل الاحاديث عقيمة ليست ذو قيمة امام جبروت وواقع مؤلم بكل ابعاده , استهلكنا كل الاحاديث ومزقت مسامعنا كثرة الوعود .
 ادركت انني بحضرة رجل ليس من البساطة ان اروضه او افهمه .
هناك تكملة في الجزء الثاني
 12- للمسابقة
الجزء الثاني
( خلف اسوار الصمت )
 قلت : ما هذا التشاؤم في افكارك ,الحياة لازالت مستمرة وفيها من نقاط  ضوء مشرقة , لا يجوز ان نركع امام اليأس , لو صدمت من ممارسات بعض البشر هذا لا يعني ان كل الناس سيئون .
 قال : انا مللت الاستماع الى الكثير من الالسن التي تتشدق بالكذب وتكرر نفس المصطلحات , هشمتني وعودهم الزائفة وتؤلمني رؤية اصحاب البدلات الانيقة والخطى الواثقة بكروشهم المنتفخة ونظراتهم الودودة وأياديهم ملطخة بوحل المنكرات والمال الحرام , لقد جعلتني الحياة كالنحلة تحوم حول وردة ذابلة متوهمة ان يعود الربيع ويمنحها الحياة من جديد , الحياة لا تتوقف للحالمين اليس كذلك ؟ , قلت له : كلامك بليغ ولكن هو هزيمة منكرة يجب ان تتجلد امام المصاعب عسى ان يفرج الله همك ويكشف غمك , قال :ونعم بالله الكريم ولكن لا يجوز الامتثال لأصنام  تستحوذ على ولائنا المطلق وتتحكم بإذلالنا , وتمنحنا  اخيرا عبودية مقيتة نورثها لأبنائنا الى الابد , مرت لحظات صمت انحنى خلالها ليلتقط جمرة سقطت من عنق الناركيلة .
 قال بصوت مبحوح كحفيف الاغصان اليابسة : اتمنى ان لاتزعجك صراحتي , منذ طفولتي وأنا اعدو خلف وهم اسمه الامل حتى تقاطرت سنوات العمر على ممراتي الخاوية وأصبحت جثة هامدة تنتظر من يواريها الثرى ويترحم عليها بحفنة تراب , ابتسم لي ابتسامة صفراء كابتسامة مقاتل يوهم نفسه بنصر مزعوم , اخيراً  قال : لقد استمتعت انت هذا اليوم بحريتي وسمعت صراخ روحي وفلسفة قلبي الحزين وآهاتي الخرساء ولكن غدا تتضجر من عمق صمتي لعدم مقدرتي على شراء قنينة خمر وكذلك صعوبة الحصول عليها في دهاليز المدينة المنكوبة بالكذب والنفاق , لكونه من الممنوعات والمحرمات ثم غمزني بإشارة لم افهم مغزاها ولكنه تدارك حيرتي فهمس بأذني قائلا مدن تدعي الكمال والفضيلة وأزقتها تعج بالخطايا وبؤر المنحرفين , بعد لحظات صمت استأذنني بالرحيل ثم نهض بعد معاناة , لقد  بانت رثاثة ملابسه وحذائه الممزق , كان  منشغلا بسعال عنيف كاد ان يمزق صدره , رؤيتي لجسده المرتعش وسيول مدامعه اثارت الشفقه في قلبي حتى وجدت في نفسي حزن عميق  من اجله , بعد مغادرته جاء الى المقهى رجال الامن يبحثون عنه بحجة احتساء الخمر وهو من الممنوعات بوشاية من صاحب المقهى . 
  

السبت، 27 نوفمبر 2021

بقلم/luisangela Butti

i بين عطر عصير معتق 

و كستناء مشوية

 ببهجة الحب 

 يرحل خريف 

و يحل بياض الشتاء

Tra profumo di mosto 

E caldarroste  bruciate

In amorosa tranquiltà

.L'autunno se ne va

 Ed entra adagio il bianco inverno



بقلم/ توفيق حمزة

 خداع

 طلب يدها؛ زوجوه أختها.

توفيق حمزة


سعاد الشركسي

 انت والبحر 

اسرق من خدك 

قبلة الصباح 

 سعاد الشركسي / من ليبيا



أسماء ميهوبي

 ريح الخريف ~

 بين الورقة والورقة 

 اتصفح الذكريات !! 


☆أسماء ميهوبي☆


 

الجمعة، 26 نوفمبر 2021

بقلم/راتب كوبايا

 صواعق السماء تنذر بالمطر الغزير دموع الثكالى ! راتب كوبايا - كندا


بقلم/رائد طياح

 تشرين يذبح عظامي صمت المكان... رائد طياح-فلسطين.


بقلم/الأسعد الحسني

 ك... قهوة الصباح لذيذة فورة مزاجك في وجهي الأسعد الحسني


بقلم/ أسماء ميهوبي

 تراكمات القلب قطرة..قطرة يفيض الكأس!! ☆ أسماء ميهوبي ☆


بقلم/توفيق حمزة

 شتاء بارد مدفأة الحطب تزداد حنانا


بقلم/فائزة وشتاتي

 سفح الجبل ~ بين الشبابة و الثغاء وفاء سيمفونية


بقلم/أنس كريم


 ..أجميل قال.. .ما عدت جميلا دارنا كانت منبع الحنان حكينا فيها كل الأشياء الساحرة كم جلسنا الليالي والسهرات الحاضنة لكل الأحباب والإخوان. حكينا عن وردة تعطر الوجدان عشق ومحبة كتبنا روح الإنسانية فوق ..أشجار الحديقة وعلى قلب الربيع المزهر عشقنا الزمن الجميل فكانت علاقتنا شيء من الحياة ،من الحب من الصدق ومحبتيثلوج وفاء أمطرت قلوب ديار كانت عنوان تاريخ وأساطير يحكيها الكبار والصغار في زمن ليس كالأزمان وما بقي منها سوى ذكريات وأطلال.. أنس كريم. المغرب

بقلم/محمود أبو جابر

 مياه جوفيه قطرة قطرة نتسول الرمق ***** محمود أبو جابر


بقلم/جليلة الشملي

 سألني أحد الأشخاص: إلى أي مدى تشتاقين لمن تحبين، فأجبته: إلى المدى الذي اهديه إحدى عيني معتذرة عن الأخرى حتى أراه بها.. جليلة الشملي...


بقلم/ راتب كوبايا


 البكاء على ذراعيك تدريبات تانكا Tanka ****** البكاء على ذراعيك أمنية عاشق لم تتحقق بعد ان عز اللقاء جفً الدمع ! … البكاء على ذراعيك قمة العشق السرمدي حضن أمي ليتني أعود طفلًا لأنعم بالحنان! … البكاء على ذراعيك لقاء مسدود ظروف الحياة قاهرة على جدار الكبرياء والحذر تعلًق الرغبات ! … البكاء على ذراعيك توقعات مضمحلة فتور اللهفة لا تقل شئنا فإن الحظ شاء! … البكاء على ذراعيك ما اجمله صدق الأحاسيس طفلة بثياب أمرأة رائحة عطرها في شراييني! 🍁راتب كوبايا - كندا Rateb Kobayaa

بقلم/سعاد الشركسي

 الاوراق الخضراء على غصن شجرة ملاذ للعصافير سعاد الشركسي


بقلم/معشوق أبو شهاب

 فوق سعف نخلتنا _ يغريني لحنه هزيم!! ........... غيوم مبعثرة_ تتلون باللازوردي شروق الشمس!! ........... بجانب جدار_ يستحم بخيوط الشمس كلب سائب!!


بقلم/عباس المفرجي

 موقف على غرار الفرح ومطلع العيد ، أزدحمت قبلات المحبة ، كلما قبلني بأثنين مددت له خدي بثالثة؛ سحب نفسه ، نظر اليه بطرفة عين ، حيرتنا طريقة السلام ، ضحكنا من الموقف كثيرآ ، تعانقنا ،وأنهينا المسألة . عباس المفرجي / العراق


بقلم/abo jaber Mahmood

 في الصباح

 اينتهي الحلم

 ونحن مشغولون بالتاويل ؟ ***** 


محمود أبو جابر

الخميس، 25 نوفمبر 2021

بقلم/ عبد الباسط تتان

 نسمات الربيع تنتظر بلهفة؛!! عودة السنونو عبدالباسط تتان


بقلم/محمود عبد الشافي

 منتصف العمر مقص الزمن يشذب الأغصان المتشابكة


بقلم/كاظم أحمد

تمتمات الطريق

قال: من أين أتيتَ بها ؟.
قلتُ :من تلكَ الهضبة الناهدة للسماء
تغزل و بُرّات القمح نور الشمس ...
من الفجر للمساء...
تسهر مع البدر الذي يزرع البدور في برك المياه المتناثرة على الدروب...
تسقي الورود...
تقطف الزهور...
تبوح والورد حروفا وعبق قطوف...
قال : كفى وصمتَ.

بقلم كاظم أحمد- سورية.

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

بقلم/عبد الباسط تتان


 كسل استندوا على ماضيهم؛ كسر عكاز المستقبل. حصار عارك ذكرياته؛ هزم نفسه. اخفاق ارتعشت سواعد الشوق؛ هدأت نيران الطوق. مسؤول نام ضميره؛ استيقظت خزائنه. فساد مات الضمير؛ ارتقت الشهوات. كنز فتحوا الصندوق؛ نحروا الشعب. ذكر شجعها على التحرر؛ هتك عرضها. اجرام اغتالوا الحقيقة؛ صنعوا تاريخا. غفلة أهمل عقله؛ صفعته الحياة. نفاق نادوا بالحرية؛ فرضوا الحصار. عبدالباسط تتان /سورية

الاثنين، 22 نوفمبر 2021

بقلم/ اموينة الأشعاري

 وهن

دخلت القفص؛ ضيعت شبابها.

~~~~~~~~~
سلطة
استحلى الكرسي؛ نسي الوعود.

~~~~~~~~~
غرور
غيرت شكلها؛ ملكت القلوب.

~~~~~~~~~
شجن
تلقت رسالة؛ بكت بحرقة.

~~~~~~~~
سمر
أضنتها الوحدة؛ صاحبت القمر.

~~~~~~~~~
طريق
غاب الأفق؛ تبخر الأمل.

~~~~~~~~~
مرض
ضاق العيش؛ خارت القوى.

~~~~~~~~~
سأم
فقدوا الأم؛ هجرهم الفرح.

~~~~~~~~~
وطن
التقى صديقا؛ تذكر الأحباب.

~~~~~~~~~
غطرسة
اعتذرت له؛ ظلمها أكثر.

اموينة الأشعاري/ المغرب


بقلم / يوسف فلوح محمد

 غريب الدار

حنين الوطن،
جرح لا يندمل.

*******
مسلوب الإرادة
وراء الجدران،
صراخ سجين.

******

أرض الشجعان
زئير أسود،
شهداء الوطن.

******

ذكريات الماضي
صفحة سوداء،
أحزان وجروح.

*****

سهام العشق
تمزق القلب،
غدر الحبيب.

******

مغيب الشمس
شروق ينتظر،
عودة لاجىء.

*******

ريح عاصف
أشجار سوداء،
حروب البشر.

******

حبك يا وطني
فوق الظنون،
صوت شهيد.
******

زرقة البحر
عشق السماء،
انبثاق الوجود.

******

أمطار الشتاء
أشجار تتعرى،
قلوب حائرة.

******

يوسف فلوح محمد...... الجزائر


بقلم / صهيل الحروف

 




ومضات قصصية

وطن
شغلتنا أهواؤنا؛ لفظتنا الهوية.

&&&&&

وطن
تنازعتنا الأهواء؛ تغربنا.

&&&&&

نصر
برقت سيوف الحق؛ تعالت أصوات التكبير.

&&&&&&

تنهيدة
لفظته الحياة؛ غرق في أحزانه.

&&&&&

غربة
تركت أرضي مهاجراً؛ لفظتني بلاد الآخرين.

&&&&&

حقيقة
امتهنوا الكذب؛ نسوا حلاوة الصدق.

&&&&&

استغلال
ارتدوا الأقنعة؛ زيفوا الحقائق.

&&&&&&

إسقاط
أخذ برأيه؛ استقام الأمر.

&&&&&

كبرياء
تجرعت الصمت؛ قارعت طبول الوحدة.

&&&&&
جود
جاعت خزائن الجهل؛ أولمت لها العقول.

&&&&&

صهيل الحروف / ليبيا


بقلم/ بشرى عامر

 هايكو

على أسرة الموت
تصدق المشاعر
قهرا"

.........

بين البيوت المهدمة
يلفظ أنفاسه الأخيرة
شهيد
......

في لحظات الشوق
تعزف أوتار الحنين
لهفة
......

في أزقة الشوارع
يتدلى الياسمين شوقا"
حب الوطن
.....

على نغمات الموسيقا
ترقص حافية القدمين
حنين
......

على الشفاه العطشى
تتوه الكلمات ضياعا"
فقر وجوع
......

بين عينينه
قبلته أمه بشوق
قبلة وداع
....

رغم قساوة الزمن
احتضنه بصدق
وفاء

......

رغم الحزن
تسافر الأماني والأحلام
بلاد الغربة
......

على أجنحة الطير
تحمل أشواق الغربة
حنين

بشرى عامر .سورية


بقلم/معشوق أبو شهاب

 ١-بدر المساء _

ترشدني للطريق
عيون السمراء!!
......
٢-غروب_
يرتدي أحمر برتقالي
جسر معلق!!
.........
٣-فستانها الأحمر_
يثيرني شغفآ
ليلة باردة!!
...........
٤- مع الريح_
ترقص بساق وحيدة
سنابل قمح!!
...........
٥-في جمالها_
يدون القمر
قصيدة للحسناء!!
.........
٦-تحت الركام_
تكفكف دموع جروحها
أم شهيد!!
............
٧-ندف الثلج_
أكثر بياضآ
سيمياء صدرك!!
............
٨-في القفص_
يغرد لحن الحرية
بلبل!!
...............
٩-العشق جنون _
ما تخفيه الشفاه
تفضحه العيون!!
............
١٠- أين أخفيها؟
تحرق الوجنتين
دمعة الغربة!!

معشوق أبوشهاب/ سوريا


بقلم/روز عبدو محمد

 


عند الغسق
تتسلل خلف الافق
شمس الاصيل

&&&&&&

عند الغسق
ضوء يتراقص في الافق
غروب الشمس

&&&&&

عند الغسق
يرحل مع الخيال
قلبي

&&&&&&

ليلة بيضاء
صقيع اجتاح قلبي
خطواتي تأخذني اليك

&&&&&&

تعانق السماء
تثير العشاق
زهرة الياسمين

&&&&&&

زيتون عينيك
تبللها السماء بالبكاء
ارض خضراء

&&&&&&

الغدر
كفوف تسكب الدماء
ارض تلعق دمها

&&&&&&

التذوق بالعينين
اكتب بخيوط القمر
رسائل اشواقي اليك

&&&&&&

ليلة حزينة
في البحيرة المتجمدة
قمر يستحم
  
&&&&&&

سنابل خضراء
تغازلها النسائم
عينيك
&&&&&
روز عبدو محمد /ليبيا


بقلم/سعد ناجي

 ليلة بارده

بذات الأنين
تزمجر الريح

&&&&&&

شتاء ممطر
تشاركني الغرفة
حبات المطر

&&&&&&

ليلة باردة
على الشباك
تنقر العصفورة
&&&&&&

غيمة داكنة
محملة بالمطر
رياح الغربة

&&&&&&

ليلة العيد
حلم بثوب جديد
طفل فقير

&&&&&&

بعين صاحبه
يرى جمال الغروب
أعمى

،&&&&&&&
بيت مهجور
تصفر به الريح
فراق الاحبة

&&&&&&

ليلة مقمرة
أينما ذهبت
ظلي يتبعني

&&&&&&

قطرات الندى
باتجاه الريح
تنزلق الى اليمين

&&&&&&

نظرة حزينة
يشتاق الى الشجر
عصفور في قفص

&&&&&&&

سعد ناجي/ العراق


 

بقلم/ محمد السر شرف الدين

 وشاية نعتني بقصيدة البست كل الحروف أكفان الحداد والنقاط مزّقت ثوب الحبور هل كل ذلك صدى حديث مفترى يرمون بذرة حقدهم مثل الأفاعي بالنعومة وال...