أدباءنا الأعزاء رواد ملتقى "صهيل الحروف"
النتائج النهائية لمسابقة القصة القصيرة
الدور "1"
لا يسعنا في نهاية المطاف إلا أن نشكر الأدباء الأفاضل
أعضاء لجنة التحكيم.
أكثم جهاد
فتحي بوصيدة
فاطمة المخلف
**************
المركز الأول// مهاب حسين//23,5
&&&&&&&&&&
المركز الثاني //نهاد عبد جودة//23
//هيثم العوادي
&&&&&&&&&&
المركز الثالث //عبد الجابر حبيب//22,5
//هناء العامري
&&&&&&&&&&
المركز الرابع //محمد حسن//22,5
&&&&&&&&&&
المركز الخامس //الحمداوي لحبيب//21
//سليم بوشخاشخ
//سمية جمعة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
مبارك والف للفائزين
مع أطيب أمنيات الإدارة
28/11/2021
&&&&&&&&&
للمسابقة
قصة قصيرة
السرادق
-"إهبط منها، فأنت لاتستحق البقاء فيها "٠
***********
قرب منتصف الزقاق المفضي إلى دكانته الضيقة، كان السرادق مشيدا، ورائحة القهوة تعبق الجو، الليل مضاء فوق رؤوسنا بالمصابيح .
-"البقاء لله، وله في خلقه شئون ".
***********
-لن تبق فيها دقيقة بعد الأن، كم جحدت اليد التي أطعمتك، والثوب الذي سترك، واللحم الذي كسا العظام.
ما أجحدك!!.
***********
اخترت مكانا قصيا، داعبت أشجاني القديمة، فتذكرت كل الراحلين، تمايل رأسي منتشيا بالتلاوة، تصاعدت مني آهة مخزونة.
مال نحوي أحد الجالسين بجواري، قائلا:
- لم يكن يعرف أحد قدره..
أأنت من أقاربه؟.
************
- أنسيت لحظة أن اقترفت إحدى حماقاتك التي كادت تودي بحياتك، والتجأت إلي، أخذلتك؟..
ألم أحميك..
وأهديك أسباب الحياة من جديد، وقد عفا الله عما سلف.
لم أبخل، وأنت لم تستح، أهذه شيم الكرام؟.
************
ارتمى في صدري، دمعاته الحارة بللت وجهي وقميصي، داهمني صوته الأجش الجياش بالحزن:
- ذهب حبيبك وحبيبنا، لم يعد لنا أحدا بعده.
ضممته في حنو، وفناجين القهوة تصعد وتهبط في حركة بندولية رتيبة، والمقرئ يسترسل في آلية.
- أترك وصية؟.
- بل ترك ماهو أثمن!.
***********
- وعندما طُردتُ من عملك، ألم أقف بجوارك، أعطيتك الدكان وملأته لك، لحظتها قلت لي:
- سأُدبر ثمنها عندما يتيسر الحال.
لم أرفض، وأنت تعلم أن الأحوال قد تغيرت، وشح الخير، ولم يعد الزمان زمان جود، لكني أبدا لا أنسى وسطائي.
فلماذا تسئ إلي.. كلما مددت يدي بإحسان؟.
************
نظرت للقناديل المدلاة كأقمار تسبح في السرادق.. تطير وتحط أخيرا فوق رأسي، تحسستها براحة كفي.
طلبت كوبا من الماء، ورفضت فنجان القهوة الممدود. مضى عني النادل في استياء.
رمقت أكبر الأبناء متكوما فوق الكرسي يحدق في ذهول، يداه تتكلمان بإشارات مبهمة.
اقتربت منه..
مددت يدي بالعزاء، ما أن رأني حتى انتفض واقفا.. وقد رُد إليه ثباته، قال لي:
- لم ينطق بشيء قبل رحيله غير إسمك.
************
حتى عندما علمت أنك تشيع عني ماليس في، لتكتسب قروشا قليلة.
لم أحزن..
لأني أعلم أنك ضعيف عجول، كم نصحني أتباعي بالتخلص منك أو إفساد تجارتك، لكني لم أفعل.
لم تعط الدم حقوقه.. أحسبت أن عطفي عليك بلا حدود؟.
************
حام حولي النادل واقترب بالصينية، نهرته:
-لا أريد قهوة.
دار حولي دورتين نحو الجالسين، ثم عاد إلي بإصرار، تصنعت الإنشغال عنه بالإنصات للتلاوة.
مد الصينية قرب وجهي، تجاهلته..
رفع وجهي بإصبعه، احتقن الدم في عروقي، كدت أصفعه، لكن نظرته الثابتة أوقفتني،
ألح بإيماءة..
حاولت الإستنجاد من وقاحته بالمعزين، لم أجد أحدا!.
نظرت للقناديل المدلاة، وجدتها انقلبت خفافيشا تطوف المكان متلاطمة،
أخفضت رأسي،
حاولت الانصراف.
لم أجد منفذا للخروج.
أشار للفنجان مرة أخرى،
صرخت في وجهه:
-لا أريد، لن أشرب.
قهقه عاليا.. ثم أخذ الفنجان وألقاه في جوفه دفعة واحدة..
فيما استرسل المقرئ في التلاوة.
مهاب حسين /مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق