..
"أغنيةٌ في زنزانةٍ"
يا أغنيةٌ...
في ريقِ عاشقةٍ
تحترقُ أحرفُها
عندَ كُلِّ هاجرةٍ
تلتهبُ عِنْدَ العِنَاقِ
كأسرابٍ مهاجرةٍ
تسجنُها أنامِلُ عَاشِقٍ
يَترنحُ فوقَ ثقوبِ نايٍّ
مُهْتَرٍ
قُدَّ مِنْ شَبَقٍ
يَعْزِفُ لَحناً مُحتَقِنًا
في لَحظةِ سَغَبٍ
يَحْلُمُ بِكسرَةِ لِقاءِ
تَسدُّ رَمقَ المَساءِ
مُسْتَجيرًا مِنَ النَّارِ...
بِالرَّمضاءِ
لِيُسْكِتَ أَلسنَةَ الجُّوعِ
بِبعضِ اِرتواءِ
أَيا أُغنيةٌ مَسجُونَةٌ
في حَقلِ قَمحٍ
يَأبَىٰ الحَصادَ
أَضحَتْ سَنابلُهُ صَفراءَ
بَيْدَ أَنَّها تُقاومُ
مَنَاجلَ البَغاءِ
تُراوغُ عَبثًا
غَجَريَّةُ الإشتِهاءِ
وَ للعُمرِ...
سُنبُلَةٌ بألفِ أُمنيَةٍ
تَحملُ في رَحمِها
خُبزًا للجياعِ
سَلسالَ عَرقٍ وَ دماءِ
تَحلمُ بِواحَةِ نَخلٍ
تَغفُو في ظِلِّها
تُقاومُ رُعونَةَ الإنتهاءِ
تَتَصالحُ معَ فِزَّاعةِ الحَقلِ
تُلوُّحُ للعَصافيرِ
هَلُمِّي... هَلُمِّي
يا ابنَةَ الضِّياءِ
ضَرعُ السَّنابلِ مِدرارًا
رُغْمَ جَفوَةِ الشِّتاءِ
ضَرعُ السَّنابُلِ...
لُقمةُ الفَقيرِ
في ريقِ عاشقةٍ
جُذُورُ اللِّقاءِ نَضِرَةٌ باسقَةٌ
تُقاومُ
مسجونةً بأدقِّ التَّفاصيلِ
تَحلمُ باللِّقاءِ
وَ عاريةٌ كُلُ الأحلامِ
تَحتَ جُنحِ المَساءِ!
(ثريا الشمام /سوريا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق