الأحد، 21 نوفمبر 2021

بقلم/عماد هدروس/قصة قصيرة جدا (((3)))

 


مجموعة القصة القصيرة جدا (((3)))
"صقيع الشتات"

1- جحيمٌ
لفظَ انفاسهُ، بأنةٍ، وآهٍ، وماء.
استصرخت الأمُ ضَميرَ سراب؛ تبلدَ من فيضِ دموعٍ مالحة.
ماتَ طفلي ؟!.
ضحكَ الأبُ؛ سيتهمونك بالجنون.
ومن يُصدق أنهُ كان حياً؟.            
******
2- لوعةٌ
ذاكرة طفل تسكنني، تأخذني لبيت الطين، ودفء "الحوم" يجمع الأهل والخلان، دون إذنٍ؛ حلق برغش أرعن، حول قميص اللوكس فأفسده؛ منذراً بالرحيل.
******
3- قَدَرٌ
تَسَلَّلَتَْ حَتَّى الشُّغَافِ، اجْتَاحَتْ الوَتِينَ، نَبَشَ عَنْ الترْيَاقِ فِي خُطَى أيُّوبٍ، تَمَاثَلَ لِلشِّفَاءِ؛ اسْتَفَزَّتْ الأَوْجَاعَ؛ مُزن الذكريات.
******
4- أرعنٌ
أحبّها بشغفٍ؛ بدأتْ مراسمُ الخطوبةِ، قُرئَتِ الفاتحةُ، وقفَ مستفسراً، أين سندفنُها؟
دبكَ الحضورُ على صدره؛ صرخَ الآن فهمت.
******
5- وَهْجٌ
قدرُ تِلكَ السُنبلة المثقلة، مقارعة رحى مرجٍ، عزاؤها زَغَبٌ وأظفارٌ ناعمةٌ، تنمو من جديد.
******
6- تحدٍ
الطريقُ جدُ وعرٍ، والرهانُ أصعبُ، اقتحمت عُبابُ السرابِ أمامَ قوسِ العدالةِ، ودون أطنابٍ، فاضت قريحتها بالأدلةِ والبراهين، صدحَ صوتِ الحقِّ، فقصمَ ظهر الظلمِ؛ معلناً ميلاداً جديداً.
******
7- تضليل
امتطى صهوة جواده، شق عباب قبلته، أغَرقهُ فيضُ الدموع، على قارعة المروؤة، ترجَلَ؛ لقطتْ أنفاسَها، أطلقت عنانَ الغدر، أرعدَ بها؛  لا تروي صنيعك؛ ربّما فُقِدتِ النخوةُ من رؤوس الرجال.
******
8- تجارةٌ
متخمٌ عانقَ السماءَ، تنفستِ البشريةُ الصعداءَ، نفثَ السمَّ الزُعافَ؛ خيّمَ ظِلهُ المِقيتُ؛ راجتْ صناعةُ الشواهدِ والأطراف.
******
9- نكرانٌ
ترعرعَ الدّوريُ على أفنان نخلةٍ وارفةٍ، قويت قوادمهُ، جالَ مُحدقاََ بعيني زرقاء اليمامةِ، أغرتهُ النجومَ المتلألئةَ على شجرةِ افتتاحٍ، خابَ حدسهُ بعدَ رميها في مكبٍّ لإعادةِ التدوير.
******
10- ثراءٌ
رائحة الموتِ المنبعثةِ، من خيمةٍ فَقدتْ عمودها، جاءت بذئب خالهُ الطريدةَ سهلةً، صُدِمَ؛ بعباءةِ عفةٍ تحتضنُ زغباً؛ ردّتهُ يعوي من حيثُ أتى.
******
11- جنايةٌ
تقيأه ضغطُ المحيطِ، عادَ الطبيبُ، بعد فحصٍ وتحليلٍ، أُودع الحجرَ؛ بتهمةِ حِيازةِ جينات صدقٍ؛ٍ قد عفا عليها الزمنُ.
******
12- فراسةٌ
حاكَ العباءة من خيطِ الحرير، راوغتْهُ ضفائرُ شمسِ شباط، أسدلَ الستارَ بوجهها؛ موقناً بدفء ماصنعَ.
******
13- موروثٌ
استشرى في عموده الفقري، أعيا الحكماءُ، لجأ للكيَّ، غرسَ نخلا حولَ هيكلهِ، ركنَ ليسَ إلّا؛ قيلولة مُحارب.
******
14- بوارٌ
رقصَ طرباً على وقعِ مِزمارِ راعٍ، انحنتْ له تواضعاً، عانقها بشغفٍ، أودِعَ التبانُ بتهمةٍ؛ أمه خارجَ خطِ المطر.
******
15- قَارُورَةٌ
نَهَلَ مِنْ مَعِينِهَا، أَثْمَلَتْهُ لَوَاحِظُهَا، رَهَنَ لها البُحُورَ، بَانَتْ رُشُوفُ المُونَالِيزَا...؛ لَدَغَتْهَا العَقَارِبُ، أعادتها ضِلْعًا أعْوَجَ.
******
16- بروباغندا
غربت شمسه، استجدت الزوجة مروءة القوم، فاضت قريحتها بالرثاء، رموه من فوق أكتافهم، لفه سيلاً عابراً؛ بات الوادي مزاراً للبخلاء.
******
17- مَلْهَاةٌ
خَطَّ العَنْكَبُوتُ الرِّوَايَةَ، نَقَّطَتْ أَنْيَابُ الذِّئَابِ الحُرُوفَ، أَبَى المُشَهَّرُ التَّرْوِيضَ، حَلَّقَتْ بِأحْلَامِنَا حَمَامَةُ السَّلَامِ؛ أصَابَتْنَا فَرْحَةُ الأَطْفَالِ.
*******
17/9/2017
بقلمي/عماد نواش هدروس
حمص/سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم/ محمد السر شرف الدين

 وشاية نعتني بقصيدة البست كل الحروف أكفان الحداد والنقاط مزّقت ثوب الحبور هل كل ذلك صدى حديث مفترى يرمون بذرة حقدهم مثل الأفاعي بالنعومة وال...