..
" صَخرةُ سِيزيف "
اِنْهَضْ...
هيا ادفعْ صخرتك للأعلى..
لاتغتر بمدحِ عذاباتك
فكلنا في وطنٍ،
طفلٌ أثقلت صدره
صخرة التشرد!
فدحرجَ صخرةَ الجوعِ حبوًا
وأمٌ رَؤومٌ...
جفّ منها الضَّرعُ
فتعصرُ صُخُورَ ألمها
تَنتِجُ معَ الألمِ غذاءً
لِتُسْكِتَ جوع ذلك الصغير
تَمزجُ مع حليبها
في ضرع خاوٍ
فُتاتَ عظامها...
لتسدَّ رمقه
و الصَّخر يا سيزيفُ ما أثقلَهُ!
رجالٌ أعيتْ كواهلهم صخور الحربِ
طواحينَ الرُّعبِ في كل مكان
يا سيزيف...
استحلفك باللّٰه
صخرةٌ واحدةٌ
أم صخور جثمت، على صَدْرِ الوطن
لتؤسس للقهرِ
مساحات
مجاعات
عذابات؟
سيزيف كفاك دلالاً
انظر إلى انشطارات الرُّوحِ فينا
عذابٌ يولَدُ منه ألف عذاب
جوعٌ بات يقتحم علينا الأبواب
الصخر يا سيزيفُ ما أثقله...
انهض بصخرتك
ما عادت تُجدي نفعاً
صَغُرَ عندك العذاب
و عذاب وطني...
كَبُرَ بلا حساب
انهضْ!
حملناك
و صخور التشرد
جوع أجنة في الأرحام
جوع الهواء للهواء
بلا بارود و دخان
جوع الداء للدواء
وصخرنا ما أثقله!
فوطني...
لست أدري،
أ يحملُني صخرًا
أم أحمله و الصخر معهُ
(ثريا الشمام /سوريا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق