السبت، 25 يونيو 2022

بقلم/ فائزة وشتاتي

 الببغاء 


استودعني أحد جيراني ذات مرة ببغاء لأنه كان و زوجته على سفر طيلة أسبوع.

قبلت طلبه ولم يكن لدي مانع كي ارفض فنحن زيادة على الجيرة بيننا رابط قرابة ولو ضعيف بعض الشيء.

دخلت بالقفص على زوجتي و كنت على يقين من كونها لن ترحب بالفكرة للفتور الذي تتسم به علاقة زوجتينا إلا انها فاجأتني بضحكتها المعبرة عن قبول الضيف بكل ترحاب!!!

لم أفهم سرّ هذا التحوّل و لكني رأيت نفسي قد نجوت من النكد إلى حين عودة الجار القريب..

كان الببغاء صامتا يراقب حركاتنا دون أن ينبس بكلمة.

كانت زوجتي تقدم له الفواكه الجافة كما أوصانا صاحبه فيتناولها بسرعة مدهشة و عيناها لا تكفان عن المتابعة.

و ظلت زوجتي تبالغ في الاحتفاء به و تغدق عليّ، على غير عادتها ، بمعسول الكلام ممّا جعلني أفكر في إهدائها ببغاء يذكي نار الود بيننا و يؤججها. 

مرّ اليوم الأول و كذلك اليوم الثاني و الببغاء صامت.

وفي مساء ثالث يوم سمعناه يصرخ مقلدا صوتا انثويا مخاصما مزمجرا ذاكرا اسم الجار....

قهقهت زوجتي عاليا ثم قالت: " و يأتيك بالأخبار من لم تزوّد....."


عندها فكّ لغز زوجتي وفهمت سرّ قبولها الضيف و سرّ معسول الكلام....


✍أم أسامة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم/ محمد السر شرف الدين

 وشاية نعتني بقصيدة البست كل الحروف أكفان الحداد والنقاط مزّقت ثوب الحبور هل كل ذلك صدى حديث مفترى يرمون بذرة حقدهم مثل الأفاعي بالنعومة وال...