الإختيار الأصعب..
لم تكن الفرحة لتسعها وهي تعلم من ابنها قرّة عينها وأنه عزم الزواج ولقد اختار شريكة حياته...تقبّلت النبأ السعيد ببهجة كبيرة...ضمّته بشدّة إلى صدرها...ذاك يا بنيّ اليوم الذي انتظرته بفارغ الصبر...جبر...جبر...بعد سنين شقاء وتعب...
أتممتَ دراستك ونلت شهادتك وتخرّجت...سننسى سويّا تلك الأيام المتعبة...لقد أتعبني العمل في المنازل...لكن ها أن الفرج مقبل نحونا وسيعوّضنا شقاء السنين الماضية...
لم يعبأ كثيرا بكلماتها كان يداعب أصابع يديه وفكره شارد عنها...راحت تستفسره عن بنت الحسب والنسب ومتى سيأخذها لتتعرف عليها وتراها..وعدها بذلك وتركها وانصرف.
لم تعرف لماذا تذكّرت تلك العائلة التي عملت عندها..خطر ببالها أن تُؤدّي إليها زيارة...لقد تركت العمل عندها لكن بقيت تكنّ لكل أفراد عائلتها كل المحبة والتقدير...وجدت نفسها نحو بيتهم تتقدّم وتسير..بلغت مكان البيت وقبل أن تضغط على زر الباب انتبهت إلى صوت ليس بالغريب عنها تناهى إلى مسمعها من وراء سور الحديقة...لم تكن لتقصد التنصّت لكن صوت ابنها جعلها تتثبّت وهو يخاطب الابنة المدلّلة لتلك العائلة يحاول جاهدا معها أن تتقبّل أمه وهي تتمنّع وتُملي عليه شرطها الأول والأخير أن يعفيها من حضور أمه إن أراد أن يرتبط بها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق