الاثنين، 17 يناير 2022

بقلم / علي رحيم

 زكية مشاركة في مجلة القصة

ماانكففن نسوة القرية المهنئات عن الغمز واللمز طيلة الوقت حول حزن زكية المفضوح وابتسامتها المصطنعة، رغم أنها أمسية زفاف ابنتها أيمان على نبيل، غادرنها تائهة بسيل قحاف من الاستفهامات جعلها غير قادرة على إتمام عشاء العروسين، رمته على ابنتها الصغرى، وراحت متكتفة بخيوط مشاعر متشابكة في عقلها أولها الشعور بالوحدة أو العودة إليه، وكيف سيكون شكل العلاقة مع نبيل هذا وابنتها، وهي تتمتم: خدعها بحيّله بعد إن تخصّرت ونضجت أمامه بعد هذه السنين، وكيف تدفن ماضيا وشخوصه حاضرة أمامها وهما العروسان، وقد تزوجا عندها في بيتها الطيني بعد إن خصصت إحدى غرفه لهما، إلى حين ميسرة ويملكان بيتهما الخاص، زواج أُرغمت على القبول به بعد رفضها القاطع! رفضاً لم يثنيه مصارحتهما لها بحبهما ولا التهديد بالهروب معاً، إلا تلك الصرخة من البنت بوجه أمها:

- لقد نِمتُ معه...أنا غير... أمسكتا بشعر بعضهما كصبيتين، كف يضرب وأخر يدفع، تسّبان وترفثان بعضهما البعض، ومنذ ذلك الوقت والعلاقة متأزمة بينهما، زكية ذات الأربعين عاما أرملة وأم لثلاثة..بنتين وولد صغير، تعيش في قرية ذات البساتين الواقعة على ضفاف نهر الفرات، مقطوعة من شجرة ليس لها سوى خالتها الساكنة بعيدة عنها في المدينة، اجتهدت منذ وفاة زوجها على توفير لقمة العيش لها وعيالها، تقاوم الشظف من بيع المكانس التي تصنعها بيدها من سعف النخيل، تضعهن في زبيل وتحمله فوق رأسها وتدور بين بيوتات قريتها، تدخل بساتين أذِنَ لها أصحابها بدخولها وقت ما شاءت لتلتقط ماجادت به أيديهم من زراعة الخضروات والفواكه ومن هنا تمرا ومن هناك حليبا وهكذا تدبر أمر لقمتها، تذهب إلى الشاطئ القريب لتحصل على بعض الاسماك من الصيادين وأكثرهم كرما لها هو نبيل الصياد زوج ابنتها الغريب الوافد من أوساط البلد، تحوطه إشاعة على إنه طليل، وعاش في القرية في غرفة طينية صغيرة على ضفة النهر، نشأت بينهما علاقة طيبة، وقد وفر نبيل لزكية جهد القدوم فكان يأتي بالسمك إلى دارها، وشيئا فشيئاً بدأت ترحب به وتستضيفه، كثرت زياراته لها وطال وقت مكوثه عندها وتعداه إلى مشاركتهم وجبات الطعام، زكية وأولادها فرحين به أحسوا بحنّوه الابوي، ومع الأيام أصبح كواحدٍ من العائلة، يصبح ويمسي عندها، يبات فوق السطح تارة وفي الحوش تارة حتى انتهى أخيراً عشيقاً في فراش زكية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم/ محمد السر شرف الدين

 وشاية نعتني بقصيدة البست كل الحروف أكفان الحداد والنقاط مزّقت ثوب الحبور هل كل ذلك صدى حديث مفترى يرمون بذرة حقدهم مثل الأفاعي بالنعومة وال...